الـ"نسر" المصري يفرض قبضته الأمنية مصر.. الجيش والشرطة يواصلان حملاتهما ضد الجماعات المتطرفة واعتقال خمسة عناصر جدد ومقتل سادس في سيناء



المزيد من المتعلقات



بعد أن شهدت شبه جزيرة سيناء اضطرابات وقلاقل استمرت طويلا عاني خلالها أهلها من جماعات متطرفة فرضت سيطرتها على كل مجريات الأمور في ربوع سيناء وامتدت أيديها لتحرق الأخضر واليابس وتقوم بشتى أنواع الجرائم من سرقة للسيارات تحت تهديد السلاح إلى ترويع للمواطنين ومهاجمة للمحلات والبيوت ومؤخرا محاولة تحطيم تمثال للرئيس المصري الراحل أنور السادات ومهاجمة قسم شرطة ثان العريش ومقتل 3 مواطنين وضابطين من قوات الجيش والشرطة بسلاح تلك الجماعات المتطرفة كان لابد من إحكام السيطرة من جديد على سيناء التي تعد بوابة مصر الشرقية وحصن أمنها وأمانها ، وخاصة ان هناك على الحدود المصرية عدوا يتربص بمصر ويسعى لاقتناص اللحظة المناسبة لإعادة أحلامه القديمة وبناء إمبراطوريته اليهودية على ارض سيناء التي كانت وما زالت مطمعا ل (إسرائيل ) ولا يكف رئيس وزراءها بنيامين نتانياهو عن ترديد عباراته بان الجيش المصري قد فقد السيطرة على سيناء وان (إسرائيل )تسعى للعودة إلى سيناء بعد أن أصبحت تشكل خطرا واضحا على أمنها من خلال وجود عناصر إرهابية متشددة بصحراء شبه الجزيرة وعلى رأسها عناصر تنظيم القاعدة التي روجت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية لهذه الدعاوى وقالت أن نحو 10 آلاف عنصرا تابعا للقاعدة يتواجدون في سيناء.

من هنا كان القرار الذي جاء بوقته تماما بالدفع بتعزيزات أمنية تتمثل في العشرات من المدرعات والمصفحات وناقلات الجند ونحو 200 جندي تابعين لقوات الجيش المصري لدعم قوات الشرطة في تنفيذ خطة للتصدي لهذه الجماعات الإرهابية التي خرجت من جحورها عقب قيام ثورة 25 يناير منتهزة حالة الفراغ الأمني الذي تشهده سيناء لتحول حياة الناس إلى جحيم وتطلق أياديها الملوثة بالدماء نحو ترويع المواطنين الآمنين وسلب أموالهم وممتلكاتهم تحت سطوة وقوة السلاح الذي أصبح هو اللغة الوحيدة لمثل تلك الجماعات الظلامية التي استهدفت مؤخرا قوات الشرطة وقتلت العديد من ضباطها وأفرادها ،إلى أن واصلت زحفها وسطوتها من المدن الحدودية بسيناء إلى مدينة العريش العاصمة بهدف طرد قوات الجيش والشرطة وإعلان العريش إمارة إسلامية تنفيذا للمخطط الصهيوني الداعي لتفتيت مصر وتحويلها إلى ثلاث دويلات تبدأ بسيناء لتكون دويلة موالية لها وتخضع لسيطرتها وتستقوي بها على مصر التي تغيرت سياستها حيال (إسرائيل ) بعد قيام الثورة المصرية وسقوط حليفها الاستراتيجي الأول الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

وحسب الخبير العسكري والاستراتيجي المصري " احمد سليمان " فان البصمة الإسرائيلية على كافة محاولات نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في شبه جزيرة سيناء تبدو واضحة وان كانت تحاول أن تضع مصر في الزاوية الضيقة حتى لو كلفها ذلك خسارة مثل حرمانها من تدفق الغاز الطبيعي المصري بعد تكرار محاولات استهداف أنبوب الغاز المصري بالتفجير .

وكان أنبوب الغاز المصري المتوجه من مصر عبر سيناء إلى (إسرائيل ) قد تعرض للتفجير لنحو 6 مرات متتالية من بينها حالتين فاشلتين كانت أخرها يوم أمس الثلاثاء عندما تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من ضبط 4 أشخاص ينتمون لتلك العناصر الإرهابية وهم يعاينون محطة بلوف الخروبة التي يمر عبرها أنبوب الغاز وذلك تمهيدا لتفجيرها حيث تم اعتقال الأشخاص الرابعة المسلحين وقد اعترفوا بأنهم كانوا يجرون معاينة لمحطة الغاز المذكورة تمهيدا للقيام بتفجيرها ردا على الحملات الأمنية التي تشنها حاليا قوات الجيش والشرطة على تلك الجماعات الدينية المتطرفة.

وقد بدأت قوات الجيش المصرية بمشاركة قوات من الشرطة المصرية بتنفيذ خطة أمنية أطلقت عليها اسم " نسر " لمطاردة فلول الجماعات الإرهابية في سعيا للقضاء على نفوذها بشبه جزيرة سيناء سواء باعتقالها أو بتصفيتها في حال عدم الاستجابة للتحذيرات والنداء بتسليم أنفسها للسلطات ومنذ فجر الاثنين الماضي وحتى فجر اليوم تم تنفيذ عدة حملات أمنية استطاعت خلالها اعتقال نحو 10 أشخاص وأصابت شخصا آخر لقي مصرعه متأثرا بجراحه قبل وصوله لمستشفى العريش العام.


وأحالت السلطات الأمنية في سيناء أمس ثمانية عناصر ينتمون إلى تلك الجماعات المتطرفة إلى النيابة العسكرية لاستكمال التحقيق معهم تمهيداً لتقديمهم إلى المحاكمة بتهمة الضلوع في أعمال إرهابية تخريبية في مختلف مدن ومناطق شبه جزيرة سيناء استهدفت خلالها تفجير خط تصدير الغاز وأقسام للشرطة فيما تتواصل أكبر حملة أمنية في شبه جزيرة سيناء لملاحقة جماعات متطرفة فرت من مدن العريش والشيخ زويد ورفح واتخذت من الجبال مركزاً لشن هجمات مسلحة ضد منشات حكومية وخاصة بالمواطنين ، حيث اعترفوا خلال التحقيقات الأمنية معهم بأنهم يعتنقون الفكر الجهادي التكفيري وأنهم شاركوا في الهجوم الذي استهدف قسم شرطة ثاني العريش نهاية الشهر الماضي.

وعلمت " فلسطين " أن قوات الأمن تحركت فجر أمس الأول إلى أحد أحياء مدينة العريش ويدعى حي الدهيشة وحاصرت منزلاً بداخله خمسة قيادات جهادية خطيرة بينهم فلسطيني ينتمي إلى حركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة إلا أن أحدهم تصدى للقوات وبادر بإطلاق النار عليها ويدعى سالم محمد جمعة -36 سنة- وهو مهندس ميكانيكي من محافظة السويس وقد لقي مصرعه برصاص الشرطة خلال اشتباكه معها ، كما أصيب خلال الاشتباك مع القوات عنصرا آخر يدعى "عمر محمد الملاح " عمره -25 سنة- بطلق ناري في قدمه وهو من سكان محافظة الإسكندرية بينما استسلم باقي أعضاء الخلية ونقلتهم القوات المسلحة والشرطة على متن المدرعات إلى مقر مديرية أمن شمال سيناء وضبطت في منازلهم 3 بنادق آلية و4 قنابل يدوية و11 خزانة طلقات و330 طلقة ذخيرة وجهازي كمبيوتر محمول " لاب توب " وطابعة.

كما أسفرت الحملة الأمنية الموسعة في سيناء عن ضبط ثلاثة عناصر آخرين هم "ياسر جرمي عطية ترابين" - 25 عاما - فلسطيني الجنسية و من سكان مدينة خان يونس وينتمي إلى حركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، وقد تسلل إلى مصر عبر الأنفاق وسبق اعتقاله في مصر إلا أنه هرب من السجن بعد الثورة. كما تم القبض على" محمد جمعة صلاح "-31 عاما – وهو عامل من محافظة القليوبية، و"حسام عبد الراضي حسن حفني" -23 عاما - من محافظة سوهاج وهي المرة الأولى التي تضم خلية إرهابية أعضاء من خارج سيناء.

وقد اعترف المتهم الأول "عمر محمد الملاح" الحاصل على مؤهل جامعي في التحقيقات بأنه اتفق مع العديد من الجهاديين الإسلاميين على استهداف المقرات الأمنية، والمنشآت الإستراتيجية كمحطات الغاز. وتبيّن أنه مصاب بطلق خلال مشاركته في اشتباكات قسم شرطة ثان العريش، وسبق اعتقاله وهرب أثناء اقتحام السجون في يناير الماضي. كما كشفت التحقيقات مع المتهم الفلسطيني المضبوط "ياسر جرمي عطية ترابين"المنتمي إلى "الجهاد الإسلامي" والمقيم في رفح المصرية أنه هرب من المعتقل في مصر بعد الثورة وتلقى تدريبات على فنون القتال في سيناء وقطاع غزة وأنه شارك في ضرب قسم شرطة ثان العريش في الأيام الماضية. ، واعترف المتهم الثالث "حسام عبد الراضي حسن حفني" بأنه شارك أعضاء الخلية في جميع أعمال العنف ضد رجال الأمن المصري بشمال سيناء، الذين اتهمهم بأنهم مرتدون. وأثناء التحقيق معه اتهم الضباط بالكفر.

وتستعد قوات الجيش والشرطة لحملة مداهمات جديدة خلال الأيام القريبة القادمة ستتجه نحو مدينتي رفح والشيخ زويد بعد علمت بان عناصر عديدة بهذا التنظيم قد هربت إلى جبل "الحلال" بوسط سيناء والى أماكن صحراوية أخرى كما لاذت عناصر أخرى بالتنظيم بالفرار إلى وسط سيناء للاختباء ، وحسب تصريحات لمصادر الأمنية فان الحملة الأمنية إلى ثلاثة شهور وحتى يتم تجفيف منابع كافة البؤر الإجرامية بشبه جزيرة سيناء.

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

http://im8.gulfup.com/2011-07-31/1312120773161.gif

جميع الحقوق محفوظة المساعد االعربي ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| أنضم ألى فريق التدوين