رمضان وفوائده التربوية على الطفل

شهر رمضان , عسى الله أن يبلغنا وإياكم هذا الشهر الكريم وأن يوفقنا فيه لفعل الخيرات والمداومة على الطاعات . أحببت أن أنوه على الفوائد الكثيرة والغنائم التي يحصل عليها الإنسان في هذا الشهر الكريم , ومن بين هذه الفوائد تلك التي تتعلق بالأطفال والتي تسهم في اعدادهم وتربيتهم .

فالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حثنا على الاهتمام بابنائنا والحرص على تربيتهم التربية الصالحة التي تؤهلهم لحمل رسالة الأمة وتناسب مدرسة الحياة .
لذلك حرص عليه السلام على ضرورة تعويد الأبناء منذ الصغر على اداء فرائض دينهم فيقول عليه السلام : " مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع " رواه أبو داود
وتدريب الأطفال وتعويدهم على الصيام يندرج تحت هذا الأمر النبوي .


لا شك أن شهر رمضان يعد فريضة عظيمة ومناسبة رائعة يستطيع الآباء من خلالها تعويد أبنائهم على أداء الكثير من الأمور منها : الصيام خاصة وتعاليم الاسلام عامة , كالصلاة , وقرائة القرآن , والتجمل بأحسن الخلق , واحترام الوقت , النظام ,وغيرها الكثير من الأحكام والآداب الإسلامية التي قد لا يسعف الوقت في غير رمضان لتعلمها .

كما ينبغي التنبيه هنا على خطأ يرتكبه بعض أولياء الأمور في حق أبنائهم , وذلك بمنعهم من الصيام بحجة الخوف على صحتهم أو لأنهم لم يبلغوا سن التكليف بعد , فهذا التصرف لا يعد من الاحسان اليهم في التربية .
وانما عليهم أن يستثمروا إقبال أبنائهم على الصوم بالتشجيع والدعم المعنوي ومساعدتهم على أن تمر فترة صيامهم على خير .

فالصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يعودون أبنائهم منذ الصغر على أداء فريضة الصيام وكانوا يصنعون لهم ألعابا مسلية , يلتهون بها وقت الصيام , حتى يحين وقت الافطار وجاء هذا في الصحيحين . ومنها قول عمر بن الخطاب لرجل شرب الخمر في رمضان " ويحك وصبياننا صيام , ثم ضربه ثمانين سوطا "
وحديث آخر رواه مسلم عن خالد بن ذكوان قال فيه : " فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعب تلهيهم حتى يتموا صومهم "



من الفوائد التربوية والاجتماعية التي تنجم عن صيام الأطفال لشهر رمضان ما يلي :

ü تهذيب النفس وتنمية الأحاسيس واكتساب القيم والعادات الحسنة التي تسمو بالنفس البشرية .

ü المشاركة الانفعالية والعاطفية ودفع الطفل للاحساس بالآخرين .

ü احساس الطفل بأنه يعيش الأجواء المرافقة لرمضان مع أسرته ومجتمعه .

ü تنمية قوة الإرادة عند الأطفال ,من تصميم على الاستيقاض لوقت السحور مع الكبار واصطحابهم الى المسجد لصلاة الفجر .


ü تعويد الطفل على الصبر والتحمل وما يتجسد في نفس الطفل من صدق الاخلاص لله تعالى بالبعد عن الكذب والخداع وتخفيف اندفاع نفسه وراء رغباتها .


وهذه بعض المبادىء التي تساعد على تهيئة الطفل للتعود على الصيام :
1. التهيئة النفسية وهي مهمة لأنها تجعل الطفل أكثر استعدادا وقبولا لمبدا الصيام .

2. التدرج في الصيام , حيث يتم التغاضي عن أخطاء الأطفال في الصيام في اول مرحلة , فلو شرب مثلا يجب ألا يعنف بشدة وإنما يحث على اكمال الصيام شيئا فشيئا حتى يعتاد الأمر .


3. التشجيع المستمر , فالتشجيع حافز قوي للطفل يساعده على الإستمرار .

4. مدح الطفل الصائم أمام الآخرين أو الاخبار بأنه استطاع أن يصوم هذا اليوم .


5. تكريم الطفل عند الإفطار وذلك بالجلوس مع الكبار الصائمين واضهار الإهتمام به . أو اعداد الأطعمة التي يحبها .

6. احياء روح المنافسة بين الطفل واخوته على الصوم والعمل الصالح , إذا كان في المنزل أكثر من طفل , واعطاء الهدايا لمن أتم الصيام .


7. ضرورة اشغال الأطفال الصائمين بما ينفعهم وينسيهم الجوع والعطش والتعب , وذلك يتم باشغالهم بلعب لا يتعبهم أو بتكليفهم ببعض الأعمال البسيطة التي يحبوها أو بأخذهم الى السوق مثلا .

8. استخدام الايحاء الايجابي لايصال رسالة للطفل بأنه يملك ارادة قوية من خلال صبره على الصيام وسيثبة لنفسه والآخرين بأن همته عالية عندما يستطيع اكمال صيامه كالكبار .


9. الاستفادة من ألم الجوع الذي يشعر به الطفل لتذكيره بالفقراء والمساكين المحتاجين الى الطعام والمال وتنبيهم الى أن الصدقة شكر لله على النعم وهي تساعد هؤلاء الفقراء على سد جوعهم وتأمين متطلباتهم .

10. عدم الشفقه الزائدة على الطفل والحنان المفرط لمنع الطفل من الصيام , فهذا يحرمهم من تعلم فوائد تربوية كثيرة ويؤدي بهم الى فقدان الثقة بأنفسهم ويقتل في الطفل روح المغامرة والمبادرة .


11. يجب أن لا يكلف الآباء أطفالهم بما لا يطيقون من عبادات ومنها الصيام لأن هذا الأمر قد يؤدي الى مخاطر صحية وتربوية وسلوكيات سلبية كالكذب والخيانة في محاولة من الطفل تجنب أوامر والدية أو الخوف منهم .

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

http://im8.gulfup.com/2011-07-31/1312120773161.gif

جميع الحقوق محفوظة المساعد االعربي ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| أنضم ألى فريق التدوين