"الجزيرة" تؤجج الثورات من دولة لا يوجد فيها برلمان مُنتخب ولا مجتمع مدني !

"فايننشال تايمز": الحملة ضد شركة "كيوتل" تنقل الربيع العربي إلى قطر

في تقرير لا يخلو من المفارقة والغمز من بين السطور قالت صحيفة " فايننشال تايمز" البريطانية الأربعاء إن الناشطين القطريين "قاموا مؤخراً بالتنفيس عن إحباطهم عبر استهدافهم شركة اتصالات قطر كيوتل (Qtel) في أول حملة مدنية يقومون بها". واعتبرت الصحيفة أن هذه الحملة تنقل الربيع العربي إلى قطر.



ومكمن المفارقة والغمز، حسب التقرير الذي جاء بعنوان "الثورات تلهم القطريين تحدِّي مجموعة الاتصالات"، يتمثَّل في حقيقة أن قطر، وعبر قناة الجزيرة الفضائية التي تملكها حكومتها، قد قامت وتقوم بدور محوري بتجييش الشارع العربي والنفخ برياح التغيير التي تعصف بالمنطقة منذ حين، لكن الإمارة ذاتها تبدو وكأنها لا تقبل ولا تطيق أن ترى أنسام التغيير تهبُّ على صحرائها.



أمَّا لماذا استهداف كيوتل، وهي المزوِّد الرئيسي لخدمة الاتصالات في البلاد، فترى الصحيفة أن ذلك ربَّما كان بسبب تردد الناشطين وخشيتهم من انعكاسات الخوض في بحر السياسة وهموم الديمقراطية والحرية التي تروِّج لها "الجزيرة" فقط خارج حدود قطر؛ حيث لعبت دوراً محورياً بتأجيج نيران ثورات "الربيع العربي".



وينقل التحقيق عن الكاتب الصحفي القطري عبد الله العذبة، وهو واحد من مئات القطريين الذين تقول الصحيفة إنهم شاركوا في الحملة المناوئة لكيوتل في السابع من الشهر الجاري: "للقطريين سمعتهم التي تَسِمُهم بأنهم قانعون راضون بما يصيبهم. فمع كل ما يجري من حولهم في المنطقة يشعر الناس هناك بأنهم بوسعهم أن يكونوا جزءاً من عملية الدفع نحو إحداث التغيير في موقف خدمة الشركات وحقوق المستخدمين وتنظيم قوي لخدمة ذات نوعية عالية مقابل السعر الذي يدفعونه".



ويتهم الناشطون شركة كيوتل، المملوكة من قِبل الحكومة القطرية، بأنها تتصرَّف كما لو كانت نظاماً فاسداً؛ إذ ترسل إليهم "بلطجيتها الإلكترونيين الذين يتهمون المنظِّمين بتشويه سمعة قطر، وبكونهم عملاء لكيانات أجنبية". مشيرين بذلك إلى شركة "فودافون" المنافسة لـ"كيوتل".



ويدلل الكاتب على ذلك أيضاً بردة الفعل الأولية التي بدرت عن إدارة "كيوتل" على الحملة؛ إذ جرى الاتصال برئيس تحرير صحيفة العرب التي يعمل بها العذبة؛ حيث تم الاستفسار عن "الدوافع" وراء انتقاده شركة الاتصالات، تماماً كما تفعل الأنظمة الديكتاتورية العربية مع الناشطين في دولها.



أمَّا الناشط رائد العمادي فيقول: "نريد تغيير عقلية هذه الشركات؛ فهم ليسوا معتادين على النقد؛ إذ يقولون لنا: يجب أن تكونوا ممتنين؛ انظروا كيف هو الوضع في الصومال!".

ويضيف: "هذا غير مقبول؛ فنحن نقارن أنفسنا بالولايات المتحدة".



ويمضي التقرير إلى القول: "لقد كان لدعم قطر الثورات العربية وامتلاكها قناة الجزيرة الفضل جزئياً في تسريع سقوط الرئيسَيْن التونسي والمصري، وبتحسين صورة قطر في الخارج، لكن هذا الأمر سلَّط الضوء في الوقت ذاته على مفارقة الداخل، ألا وهي حقيقة أن قطر لا يوجد فيها برلمان مُنتخب ولا مجتمع مدني ولا صحافة حرة، حتى أن البلد نفسها متباطئة جدا في تبنِّي الديمقراطية".



ويتابع التقرير: "يشتكي القطريون من أن الجزيرة نادراً، إن لم يكن من المستبعد، أن تناقش قضايا محلية.. كما أنه يتم إسكات المطالبات بالإصلاح السياسي، ويجري حصر ذلك بالمنتديات الإلكترونية أو باللقاءات الخاصة".



وتحذِّر الصحيفة من أن عملية التسويق والترويج الذاتي يمكن أن تكون لها في نهاية المطاف "نتائج عكسية" على قطر.



وتنقل الصحيفة عن العمادي قوله في هذا المجال: "إذا كانت الحكومة القطرية تصوِّر نفسها كرائدة فمن الأفضل لها أن تتصرَّف كحكومة رائدة بالفعل".



وحول الصدى الذي أحدثته الحملة في أوساط الشباب القطري يقول العمادي: "بعد المقاطعة أخذ الشباب بالهتاف والتشجيع؛ وذلك لأنهم أحسُّوا بأنهم قد اكتسبوا قوة إضافية".
هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

http://im8.gulfup.com/2011-07-31/1312120773161.gif

جميع الحقوق محفوظة المساعد االعربي ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| أنضم ألى فريق التدوين